Digital ToolsMetaverse

Metaverse Explainer

أشارك ما تعلمته من اطلاعاتي في مجال التقنية من لقاءات وقراءات وتواجدي في فعاليات مع خبراء في شتى المجالات. جمعت أهم المستخلصات من باب إخراج أحاديث تخصنا كلنا من نطاق الخبراء. فالعلم والخبر واجب خاصة

: عند وجود معضلات في ثلاثة أمور

ـ تشريع شركات التقنية والمنصات التي نستخدمها والتي هي حالياً أمريكية المنشأ

ـ البيانات الشخصية التي تستغل دون إذن بسبب سيطرة كبرى شركات التقنية على السوق واستحوازها على بياناتنا

ـ تبني التقنيات الجديدة إذ البعض يخشاها والآخر يتجنبها أولا يعرف مخاطرها وكيف يداري نفسه منها.

 

لفت مارك زوكربرغ الإنتباه إلى الميتافرس عندما أعلن عن تغيير اسم مؤسسته فيسبوك إلى ميتا. فانه التغيير الرقمي القادم خلال عقد على الأكثر يشكل فرصة للمؤسسات للاستعداد للمستقبل وتهيئة استراتيجية له

بحسب تقرير ستاتستا، قارب حجم سوق الميافرس ٤٠ مليار دولار العام ٢٠٢١ ومن المتوقع أن يبلغ ٧٠٠ مليار دولار مع حلول العام ٢٠٣٠.

بدأ فيسبوك الاستثمار في معدات الواقع الافتراضي والمعزز كما البرمجيات والمحتوى منذ العام ٢٠١٤ عندما اشترى مصنع أجهزة الواقع الافتراضي أوكولوس بملياري دولار. واستثمرالعام الماضي ١٢.٥ مليار دولار. لا ننسى ان مدخول ميتا العام ٢٠٢١ بحسب لجنة الاوراق المالية والبورصات كان ١١٨ مليار دولار

ما هو الميتافرس

يتأتى المصطلح من رواية الخيال العلمي سنو كراش (١٩٩٢) جامعاً بين كلمتي ميتا ويونيفرس. 

الميتافرس عالم افتراضي اندماجي موازي للعالم الواقعي. نضع جهاز الواقع الافتراضي فوق العينين لدخوله من خلال شخص رمزي افتراضي ثنائي الأبعاد يشبهنا يسمى أفاتار. ويحاكي المحيط الثلاثي الأبعاد العالم الحقيقي

ويشكل الميتافرس نقلة من المنصات المجتمعية التي تتنافس على عيوننا وجذب أنظارنا. فإنه يدخل العقل مباشرة وليس فقط العينتان. أقرب صورة لذلك هو ألعاب الفيديو. فمن منا لم يجربها أو يرى اللاعبين يغوصون بها لساعات

الميتافرس يخلف الانترنت

الانترنت عبارة عن شبكة من ملايين الحواسيب المركزية والكمبيوترات والاجهزة الالكترونية تمكن المستخدم من رؤية مواقع الكترونية والتواصل معها واستخدام التطبيقات مثل نتفلكس لمشاهدة المحتوى المتدفق وبيع وشراء السلعات والخدمات

يبنى الميتافرس على الانترنت حيث يدخل المستخدم عالم افتراضي يحاكي العالم الحقيقي من خلال استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والواقع الافتراضي والعملات الرقمية (بلوكشين) والإعلام الاجتماعي

خلاصة فان الانترنت شيء نتصفحه بينما الميتافرس تجربة غامرة نختبرها كما نعيش الحياة الحقيقية

لتقريب الفكرة أكثر وبطريقة مثيرة للصورة الذهنية شاهدوا فيلم ستيفن سبيلبرغ ريدي بلييور وانز

ويب ٣

الميتافرس متسق بثورة الويب ٣ حيث يلتقي العالم الرقمي بالعالم الواقعي. وبينما يعمل فيسبوك وجوجل وأمازون على ويب ٢ ميسيطرين على تدفق البيانات، فان ويب ٣ منصة مبنية على أساس اللامركزية ولذا يعتمد على التعاون، يملكها ويحكمها المجتمع، وهي قابلة للتشغيل المتبادل ويضمن تصميمها الخصوصية. وهذا أمر مهم إذ أن لتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قدرة على تجميع قدر كبير من البيانات لدرجة التطفل. على سبيل المثال بامكان تقنية الواقع الافتراضي تقنص علامات الجوع واستخدام هذه المعلومات لتشغيل دعايات الماكولات. من هذا المنطلق فان كان الميتافرس مبني على ويب ٢ فسوف تزداد استغلاليته. أما في ويب ٣ لامركزي فتضعف امكانية التربح من بياناتنا.  لكن ما زال ويب ٣ في بداياته ويفقد الحجم والمقدرة المطلوبة لبناء الميتافرس 

الطاقة التي ستشغل الميتافرس

يحتاج الميتافرس إلى تقنيات عدة من أدوات البرمجيات الى البنية التحتية السحابية والمنصات والمحتوى الناتج عن طريق المستخدم والمعدات والتطبيقات. على سبيل المثال، يتطلب مركز بيانات ميتا في هولندا الذي يحتوي على بعض ميتافرس أوروبا، ١٣٨٠ ساعة جيجاوات بالعام وهو استهلاك أكثر من مجموع مراكز البيانات في هولندا. وقد أوقف مؤخراً. لذلك ولكي يحصل مركز بيانات على الموافقة ينبغي أن يُبنى بشكل بيئي ومستدام   

الرموز الغير قابلة للاستبدال أن أف تي

تلعب أن أف تي دورا في شعبية ومنفعة الميتافرس. فانها أصول رقمية مبنية على تقنية بلوكشين التي تستخدمها العملة المشفرة. يمكن استخدام أن أف تي كقطعة فنية أو عقار رقمي معطية صاحبها إثباتاً رقمياً أو صك ملكية يمكن بيعه أو شرائه في الميتافرس

هناك شركة عقار تعمل كوكيل لتسهيل عمليات بيع وشراء الاراضي والعقارات في الميتافرس. وتشمل العروض مساحات تجارية والمؤتمرات ومنازل عائلية وأماكن للتفسح ومعارض فن

وقد شهدنا توغل كبرى شركات السلع الاستهلاكية (مثل كوكاكولا) والسلع الفاخرة (ال في ام ايتش)  والعقارية وغيرها في عالم الميتافرس وهو حقل تسويق جديد. كما استحوذت نايكي على شركة تصنع تحف رقمية وأحذية رياضية رقمية فريدة من نوعها 

كيفية بناء الميتافرس

ليس من الممكن لشركة واحدة أن تبني الميتافرس فهو بحاجة لملايين المبدعين  

وهو يعمتد على بياناتنا الشخصية واستعدادنا للسماح لكبرى شركات التكنولوجيا في العالم الدخول إلى حياتنا الشخصية من خلال وضع أجهزة استشعار وميكروفونات في البيوت والمكاتب والأماكن العامة لنسخ كل حركة وجمع البيانات اللازمة لخلق واقع افتراضي مساوي لحياتنا الواقعية

تتوقع شركات التكنولوجيا تحسين خبرة المستخدم بعد عقد من الآن في حال انتشرت الميتافرس على غرار انتشار وسائل التواصل الإجتماعي. لتحقيق ذلك يتوجب جمع نوع محدد من البيانات مثل عدد المرات التي يحدق بها المستخدم من خلال جهاز الواقع الافتراضي على منتوج ونبضات القلب عند ممارسة ألعاب الفيديو ونوعية المأكولات التي نتبضعها من خلال البراد الذكي الموصول بالانترنت

اذا تحققت رؤية زوكربرغ للميتافرس فسوف نرتدي قفازات مزودة باجهزة استشعار تسمح بتتبع الجسد بأكمله

بما ان هناك ٦.٦٤ مليار مستخدم للجوال الذكي يرجح أن يكون أول مدخل إلى الميتافرس من خلال اتصالات الجيل الخامس ٥جي الذي يوافي شروط السرعة التشغيلية المطلوبة

الاستثمار المطلوب

يتوجب زيادة الكفاءة الحسابية ألف مرة للوصول إلى قدرة تشغيلية مناسبة في الميتافرس من ضمنها وقت الاستجابة وهي الفترة الزمنية التي تستغرق البيانات للانتقال من نقطة ألف الى نقطة باء والعودة مجدداً

تحدي الفيزياء

لكي يوفر الميتافرس خبرة واقعية فعلى السرعة أن تزيد  من ١٧٠ ميلي ثانية الحالية الى ١٣٣ ميلي ثانية للمستخدم الوسط و٨٣ ميلي ثانية للبرامج الاكثر تطلباً. ولكن لا ينتقل أي شيئ أكثر من سرعة الضوء كما أن البيانات لا تنتقل بخط مستقيم في أسرع وسيلة نقل الا وهي كابل الألياف البصرية. تكون سرعتها أقل ٣٠ أو ٤٠٪ من سرعة الضوء. على سبيل المثال تنتقل البيانات ٤٥٠٠ كلم من نيويورك إلى لوس أنجلس وتعود إليها في ٥٠ مليلي ثانية. هذه السرعة أبطأ خمس مرات من المطلوب لمستخدم واحد على الميتافرس 

كما  على مراكز البيانات التي ستوفي بالغرض التواجد قرب المستخدم. ويستوجب لكي يتمكن مستخدمون حول العالم التفاعل مع بعضهم البعض أسطول من مراكز البيانات المحلية واللامركزية تعرف بحوسبة إيدج ذات الهندسة الموزعة 

يتوقف مردود التقنية على تبنيها من قبل المجتمع ككل ومن هنا قيمة مشاركة المعلومات الدقيقة أي التي لا تروج لشيىء أو جهة وتزن المحاسن والمساوىء. وفي اليقين يزداد التبني الواعي وتنقص قدرة شركات التقنية الكبرى لاستغلال بياناتنا 

المخاطر

تقلق مؤسسة الحدود الالكترونية المعنية بالحقوق الرقمية من جمع هذا الكم من المعلومات الشخصية بشكل آني  والذي يهمش حتى امكانات المراقبة الدولية. كما تحذر من عدم وجود رقابة على استخدام شركات التكنولوجيا لبياناتنا

تعي ميتا مخاوف الناس وقد خصصت مبلغ خمسون مليون دولار لكي تنظر جهات مستقلة في مواضيع الخصوصية والأمن والتصميم المسؤول. ولكن مصداقيتهم مشكوك بها فهم يرتزقون من ميتا بالإضافة إلى القلق من استغلال بيانات المستخدمين لمنفعة المعلنين

التشريع

تحدد مؤسسة الواقع الممتد، وهي المجموعة التي تمثل القطاع، أهم القضايا التي يتوجب على المشرعين النظر فيها

١ـ الخصوصية

تشكل التقنية الغامرة تحدي جديد بالنسبة للخصوصية إذ تستحوذ على البيانات البيومترية وتزيد من التقاط الاجهزة للبيانات البصرية. والمقترح لحماية الخصوصية في الفضاء الافتراضي تشويش وضوح الوجه ووضع سياج جغرافي كما تكتيكات لحماية خصوصية المتفرج مثل ضوء الزامي للتحذير عند تواجد جهاز تسجيل

٢ـ أمن البيانات

 يواجه الفضاء الافتراضي نفس المخاطر الامنية الموجودة على المنصات الحالية. ويقترح التقرير معايير تشفير وتخزين البيانات محليا والحذف التلقائي للبيانات القديمة

٣ـ الدخول والتبني والانصاف

بفعل حداثة مجال الواقع الافتراضي والمعزز يتطلب القيام بحملات توعية على غرار المجهود الذي بذل قبلها لسد الفجوة الرقمية بما فيه شراكات بين القطاع العام والخاص لتثقيف المجتمع

 

أتمنى أن تحظى مبادرتي “لنتحدث عن الاعلام والتقنية بالعربي” بقبولكم ودعمكم

لينا طيارة

خبيرة تواصل مؤسساتي وكاتبة عن موضوعات علمية بطريقة سردية لاستساغة فئة عامة من القراء من المختصين وغير المختصين من باب تحسين الثقافة العامة والوعي بأمور علمية أستقصيها مباشرة من أربابها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button